ليس غيمةْ، بل متاهة

تطلق خيالك كغيمة

تتمنى لو تكون حراً مثلها

تتمنى لو كان خيالك واقعاً

لكن خيالك مربك

مربك للدرجة التي تجعل من الغيمة أن تمطر

و تنهي التجاذب و تفرّغ ما حملته من خيال

لتعود الى واقعك الاكثر تيهاً

فأنت معلق بين ارباكك و تيهانك

خيالك مربك لأنه متعبٌ في واقعك

واقعك تيه لأنك ترى النور و تهرب

لأن النور يقود للخيال

و الخيال يقود لأن يصبح غيمة

خيالك مربك لا لاستحالتهِ

بل خشيةً من التوقف بعد المضي

خشيةً من الابتعاد بعد الاقتراب

خشيةً من الشوق بعد الامتلاء

خشيةً من التيه في منتصف الطريق

والله يعلم! كم اكتفينا من تيه الواقع

الواقع تيهٌ لا لمرارته

بل لكثرة الاشارات في الطريق

و لتشعب الطرق في الاشارات

و الاشارات غموضٌ و خشيةٌ، كالتي في الخيال

و الله يعلم! كم اكتفينا من اختلاط الواقع بالخيال

والله يعلم كم! اكتفينا أن نكون غيماً

يفرغ حمولته دائماً بلا فائدة